فصل: باب ما ذكر في أبي زرعة انه امام زمانه:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجرح والتعديل (نسخة منقحة)



.باب ما ذكر من ورع يحيى بن معين رحمه الله:

حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول أتيت يحيى بن معين أيام العشر عشر ذي الحجة وكان معي شيء مكتوب يعنى تسمية ناقلى الآثار وكنت اسأله خفيا فيجيبنى فلما أكثرت عليه قال عندك مكتوب قلت نعم فأخذه فنظر فيه فقال أياما مثل هذا وذكر الناس فيها فأبى ان يجيبنى وقال لو سألت من حفظك شيئا لاجبتك فأما أن تدونه فانى أكره.

.باب ما رثى به يحيى بن معين بعد وفاته:

حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي رحمه الله قال قال سليمان بن معبد يرثى يحيى بن معين... أمن حدثان الدهر أنت مروع... وعينك من فرط الصبابة تدمع...... مرى دمعك المكنون ما ضمن الحشا... من الوجد تبكي تارة وتوجع...... لئن هملت عيناك من لوعة الاسى... لمثل الذي اذرى دموعك يفجع
وينفى الكرى حتى تبيت مسهدا... تراعى نجوم الليل مالك مهجع...... أفض عبرات من شؤونك وانتحب... لخطب جليل ان قلبك موجع...... فقد عظمت في المسلمين زرية... غداة نعى الناعون يحيى فأسمعوا...... فقالوا بأنا قد دفناه في الثرى... فكاد فؤادى عندها يتصدع...... فقلت ولم املك لعينى عبرة... ولا جزعا انا إلى الله نرجع...... ألا في سبيل الله عظم رزيتى... بيحيى إلى من نستريح ونفزع...... ومن ذا الذي يؤتى فينسأل بعده... إذا لم يكن للناس في العلم مقنع...... لقد كان يحيى في الحديث بقية... من السلف الماضين حين تقشعوا...... فلما مضى مات الحديث بموته... وادرج في اكفانه العلم اجمع...... وصرنا حيارى بعد يحيى كأننا... رعية راع بثهم فتصدعوا...... أبي الصبر أنى لا اعاين مثله... يد الدهر ما نص الحجيج واوضعوا...... وليس بمغن عنك دمع سفحته... ولكن اليه يستريح المفجع...... لعمرك ما للناس في الموت حيلة... ولا لقضاء الله في الخلق مدفع...... فلو أن مخلوقا نجا من حمامه... إذا لنجا منه النبي المشفع...... تعز به عن كل ميت رزئته... فرزء نبي الله أشجى وأوجع...... ولكنما ابكى على العلم إذ مضى... فما بعد يحيى فيه للناس مفزع...... سقى الله قبرا بالبقيع مجاورا... نبي الهدى غيثا يجود ويمرع...... فقد ترك الدنيا وفر بدينه... إلى الله حتى مات وهو ممتع...... وخار له ربي جوار نبيه... وذو العرش يعطى من يشاء ويمنع...... وانى لأرجو أن يكون محمد... له شافعا يوم القيامة يشفع.

.على بن المديني:

(ومن العلماء الجهابذة النقاد من الطبقة الثالثة بالبصرة على بن عبد الله بن المديني باب ما ذكر من علم على بن المديني ومعرفته بناقلة الآثار).
حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سلمة النيسابوري قال قال عبد الله بن أبي زياد القطواني سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام يقول انتهى العلم إلى أربعة إلى أحمد بن حنبل وهو افقههم فيه والى على بن المديني وهو أعلمهم به والى يحيى بن معين وهو اكتبهم له والى أبي بكر بن أبي شيبة وهو احفظهم له حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول كان على بن المديني علما في الناس في معرفة الحديث والعلل وكان أحمد بن حنبل لا يسميه إنما يكنيه أبو الحسن تبجيلا له وما سمعت أحمد بن حنبل سماه قط حدثنا عبد الرحمن قال سألت أبي عن أحمد بن حنبل وعلى بن المديني أيهما كان احفظ قال كانا في الحفظ متقاربين وكان أحمد أفقه وكان على أفهم بالحديث حدثنا عبد الرحمن قال سمعت هارون بن إسحاق الهمداني يقول الكلام في صحة الحديث وسقيمه لأحمد بن حنبل وعلى بن المديني نا على بن الحسين بن الجنيد قال سمعت يحيى بن معين يقول وقال له اسنان على بن المديني فقال يحيى على من أهل الصدق حدثنا عبد الرحمن قال سألت أبا زرعة عن على فقال لا يرتاب في صدقه حدثنا عبد الرحمن قال سمعت محمد بن مسلم وسئل على بن المديني ويحيى بن معين أيهما كان احفظ قال كان على اسرد وأتقن سمعت محمد بن مسلم بن وارة يقول كتب إلى سعيد بن سليمان إذا اتخذت صديقا فاتخذ مثل أبي الوليد وعلىابن المديني.

.محمد بن عبد الله بن نمير:

(ومن العلماء الجهابذة النقاد من الطبقة الثالثة بالكوفة محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني الخارفي رحمة الله عليه باب ما ذكر من علم محمد بن عبد الله بن نمير ومعرفته بناقلة الآثار ورواة الأخبار).
حدثنا عبد الرحمن نا إبراهيم بن مسعود الهمداني قال سمعت أحمد بن حنبل يقول محمد بن عبد الله بن نمير درة العراق حدثنا عبد الرحمن نا على بن الحسين بن الجنيد قال كان أحمد بن حنبل ويحيى بن معين يقولان في شيوخ الكوفيين ما يقول بن نمير فيهم حدثنا عبد الرحمن قال سمعت على بن الحسين يقول ما رأيت مثل محمد بن عبد الله بن نمير بالكوفة كان رجلا قد جمع العلم والفهم والسنة والزهد كان يلبس في الشتاء الشاتى لبادة وفى الصيف يتزر وكان فقيرا حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أحمد بن سنان الواسطي يقول ما رأيت من الكوفين من احداثهم رجلا عندي أفضل من محمد بن عبد الله بن نمير كان يصلى بنا الفرائض وأبوه يصلى خلفه قدم علينا أيام يزيد يعنى واسطا.

.باب ما ذكر من قول محمد بن عبد الله بن نمير في ناقلة الاخبار في جرحهم وتعديلهم:

حدثنا عبد الرحمن نا على بن الحسين بن الجنيد قال سمعت محمد بن عبد الله بن نمير يقول ذواد بن علبة كان شيخا صدوقا صالحا كوفيا قرابة لمطرف بن طريف ليس من أصحاب الحديث حدثنا عبد الرحمن نا على بن الحسين قال سمعت أبي نمير يقول جعفر بن برقان ثقة أحاديثه عن الزهرى مضطربة حدثنا عبد الرحمن نا على بن الحسين قال سمعت بن نمير يقول النضر بن عربي صالح ثقة نا على بن الحسين قال سمعت بن نمير يقول سعيد بن بشير منكر
الحديث ليس بشيء ليس بقوي الحديث يروى عن قتادة المنكرات حدثنا عبد الرحمن نا على قال سمعت أبي نمير يقول المسعودي كان ثقة بأخرة اختلط سمع منه عبد الرحمن بن مهدى ويزيد بن هارون أحاديث مختلطة وما روى عنه الشيوخ فهو مستقيمة حدثنا عبد الرحمن نا على قال سمعت بن نمير يقول أبو جناب يحيى بن أبي حية صدوق وكان صاحب تدليس أفسد حديثه بالتدليس كان يحدث بما لم يسمع حدثنا عبد الرحمن نا على قال سمعت بن نمير يقول يحيى بن عبد الرحمن الذي يحدث عن عبيدة بن الأسود لم يكن صاحب حديث لا بأس به هو اصلح من الذي يحدث عنه عبيدة حدثنا عبد الرحمن نا على قال سمعت بن نمير يقول محمد بن صبيح بن السماك ليس حديثه بشيء حدثنا عبد الرحمن نا علي قال سمعت بن نمير يقول قبيصة بن عقبة بن ليث الأسدي كان رجل صدق وسفيان بن عقبة لا بأس به وقبيصة أكبر منه حدثنا عبد الرحمن نا على قال سمعت بن نمير يقول رشدين بن سعد ليس يحدث عنه اى لا يكتب حديثه حدثنا عبد الرحمن نا على قال سمعت بن نمير يقول رشدين
بن كريب ضعيف ومحمد بن كربي ضعيف حدثنا عبد الرحمن نا على قال سمعت بن نمير يقول موسى بن داود قاضى طرسوس ثقة حدثنا عبد الرحمن نا على قال سمعت بن نمير يقول يحيى بن بريد الكوفيون يروون عنه ما يسوى تمرة حدثنا عبد الرحمن نا على قال سمعت بن نمير محمد بن الصلت كان ثقة وأبو غسان النهدي أحب إلى منه وأبو غسان محدث من أئمة المحدثين حدثنا عبد الرحمن نا على قال سمعت بن نمير يقول حبان وأخوه مندل أحاديثهم فيها بعض الغلط حدثنا عبد الرحمن نا على قال سمعت بن نمير يقول بن إدريس كان أتقن وحفص كان اعلم بالحديث من بن إدريس وابن أبي زائدة كان أكثر في الحديث من بن إدريس وفى الإتقان حدثنا عبد الرحمن نا على قال سمعت بن نمير يقول وكيع اعلم بالحديث من بن إدريس ولكن ليس مثل بن إدريس وكانوا إذا رأوا وكيعا سكتوا يعنى في الحفظ والاجلال حدثنا عبد الرحمن نا على قال سمعت بن نمير يقول هذه الأحاديث التي قال بن جريج زعموا انها سمعها من داود العطار حدثنا عبد الرحمن نا على قال سمعت بن نمير يقول مسلم بن خالد الزنجي ليس يعبأ بحديثه
حدثنا عبد الرحمن نا على قال سمعت بن نمير يقول إبراهيم بن يزيد الخوزي كان الناس يتوقون حديثه حدثنا عبد الرحمن قال سمعت على بن نمير يقول عبد الوهاب بن عطاء قد حدث عنه أصحابنا وكان أصحاب الحديث يقولون انه سمع من سعيد بأخرة كان شبه المتروك ووكيع سمع منه بأخرة يعنى من سعيد وأبو نعيم سمع من سعيد بأخرة حدثنا عبد الرحمن قال سمعت على بن نمير يقول زعم أبو أسامة أنه كتب عن سعيد بالكوفة نا على قال سمعت بن نمير يقول شعبة بن دينار ثقة روى عنه الثوري وابن عيينة نا على قال سمعت بن نمير يقول كان مروان بن معاوية يتلقط الشيوخ من السكك حدثنا عبد الرحمن نا على قال سمعت بن نمير يقول يزيد بن زياد الدمشقي الذي روى عنه وكيع ليس بشيء حدثنا عبد الرحمن نا على قال سمعت أبي نمير يقول صدقة بن خالد الدمشقي ثقة نا على قال سمعت بن النمير يقول عبد الملك بن عطاء كان شيخا ثقة روى عنه شيوخنا هو كوفى له حديث أو حديثان حدثنا عبد الرحمن نا على قال سمعت بن نمير يقول مكحول الأزدي يعنى البصري أدرك أنسا ليس يحدث عنه الاعمارة بن زاذان حدثنا عبد الرحمن ناعلى قال سمعت بن نمير يقول بسطام بن مسلم هو رفيع جدا روى عنه وكيع وحماد بن زيد هو شيخ قديم
كان من قدماء شيوخ وكيع وكذلك بن عون وكهمس وعيينة بن عبد الرحمن وخرج وكيع إلى البصرة سنة ثمان وأربعين حدثنا عبد الرحمن ناعلى قال سمعت بن نمير يقول شعبة بن دينار ثقة روى عنه الثوري وابن عيينة حدثنا عبد الرحمن نا على قال سمعت بن نمير يقول إسماعيل الأزرق الذي يروى عن بن عمر كان من الشيعة الغلاة وأبو عمر صاحب بن الحنفية حدثنا عبد الرحمن ناعلى قال سمعت بن نمير يقول كثير الرماح بلخى روى عنه الشيوخ حدثنا عبد الرحمن نا على سمعت بن نمير يقول روى سفيان عن عمير الخثعمي شيخ ثقة قديم من أصحاب الحجاج بن أرطاة والحجاج اشهر في العلم منه حدثنا عبد الرحمن نا على قال سمعت بن نمير يقول أبو سهل محمد بن عمرو هو بصرى ليس يسوى شيئا حدثنا عبد الرحمن نا على قال سمعت بن نمير
يقول أبو السوداء عمرو بن عمران حدثنا عبد الرحمن نا على قال سمعت بن نمير يقول عثمان بن سعد شيخ ليس بذاك كان بصريا حدثنا عبد الرحمن نا على قال يمعت بن نمير يقول صالح بن مسلم عجلى ثقة حدثنا عبد الرحمن نا على قال سمعت بن نمير يقول أبو لينة النضر بن مطرق يحدث عن الضحاك حدثنا عبد الرحمن نا علي قال سمعت بن نمير يقول روى بن أبي نجيح عن الزبير بن موسى هذا شيخ مكي روى عنه الكبار القدماء ليس بقديم الموت حدثنا عبد الرحمن نا على قال سمعت بن نمير يقول عثمان أبو اليقظان ليس بقوي حدثنا عبد الرحمن نا على قال سمعت بن نمير يقول يعلى بن النعمان شيخ قديم روى عنه العلاء بن المسيب هذا من قدماء شيوخ سفيان حدثنا عبد الرحمن نا على قال سمعت بن نمير يقول روى وكيع عن القاسم الجعفي شيخ ليس بمعروف حدثنا عبد الرحمن نا على قال سمعت بن نمير يقول محمد بن مهزم الشعاب هو شيخ قديم بصرى حدثنا عبد الرحمن نا على قال سمعت بن نمير يقول روى سفيان عن أبي غياث هو طلق بن معاوية جد حفصة بن غياث حدثنا عبد الرحمن نا على قال سمعت بن نمير يقول عبد الرحمن بن حضير شيخ بصرى حدثنا عبد الرحمن نا على قال سمعت بن نمير يقول الحسن بن ثابت الأحول ثقة واثنى عليه حدثنا عبد الرحمن نا على قال سمعت بن نمير يضعفه يحيى بن يمان ويقول كأن حديثه خيال حدثنا عبد الرحمن قال معت أبا زرعة يقول سألت بن نمير عن يونس بن بكير قلت هذا الذي يقال فيه قال ما لشيء من هذا أصل إنما روى حديث أسماء بنت يزيد بن سكن وحديث بن عباس في الرؤية وكان حدثان ما روى هذه الأحاديث.

.باب في كلام محمد بن عبد الله بن نمير في علل الحديث:

حدثنا عبد الرحمن نا على بن الحسين بن الجنيد قال سمعت محمد بن عبد الله بن نمير يقول حديث وكيع عن سفيان عن يحيى بن سعيد عن عباية بن رفاعة عن رافع بن خديج ان جبريل عليه السلام قال للنبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر والناس يروون عن يحيى بن سعيد عن معاذ بن رفاعة ليس فيه رافع خالف وكيع الناس فيه حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سألت محمد بن عبد الله بن نمير عن حديث كتبته عن ثابت بن موسى عن شريك عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى بالليل حسن وجهه بالنهار قال هذا حديث منكر قال أبو محمد قلت لأبى ما تقول أنت فيه قال هو حديث موضوع.

.باب ما ذكر من كلام محمد بن عبد الله بن نمير في كنى ناقلة الآثار واسمائهم ومواطنهم من البلدان:

حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت بن نمير يقول كنية زياد بن الحصين أبو جهمة قلت لابن نمير من أين هو قال بصرى كان يقدم عليهم الكوفة حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سألت بن نمير عن بن اليقظان فضعفه وقال اسمه عثمان بن عمير حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سألت بن نمير عن عثمان بن أبي زرعة الأخنسي فقال هو بن المغيرة وهو عثمان الأعشى حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت بن نمير يقول امة امرأة الزبير هى أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص وهى أم خالد بن الزبير.

.أبو زرعة الرازي:

ومن العلماء الجهابذة النقاد من الطبقة الرابعة من أهل الري أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد ما ذكر من علم أبي زرعة وفقهه.
حدثنا عبد الرحمن نا الحسن بن أحمد بن الليث قال سمعت عبد الواحد بن غياث البصري يقول ما رأى أبو زرعة بعينه مثل نفسه أحدا قال وسمعت الحسن بن أحمد يقول وكان عبد الواحد كتب عن حماد بن سلمة الكتب وحماد بن زيد لقى أصحاب الحسن وابن سيرين قال أبو محمد قرأت كتاب إسحاق بن راهويه بخطه إلى أبي زرعة انى ازداد بك كل يوم سرورا فالحمدلله الذي جعلك ممن يحفظ سنته وهذا أعظم ما يحتاج اليه اليوم طالب العلم وأحمد بن إبراهيم لا يزال في ذكرك الجميل حتى يكاد يفرط وان لم يكن فيك بحمد الله افراط واقرأنى كتابك اليه بنحو ما اوصيتك من إظهار السنة وترك المداهنة فجزاك الله خيرا فدم على ما اوصيتك فان الباطل جولة ثم يضمحل وانك ممن أحب صلاحه وزينه وانى اسمع من إخواننا القادمين ما أنت عليه من العلم والحفظ فأسر بذلك حدثنا عبد الرحمن نا جعفر بن محمد أبو يحيى الزعفراني قال سمعت عمرو بن سهل بن صرخاب يقول وذكر أبا زرعة فقال ما ولد في خمسين ومائة سنة مثل أبي زرعة حدثنا عبد الرحمن قال سمعت محمد بن مسلم يقول ما خلف أبو زرعة مثله وسمعته يقول بعد وفاة أبي زرعة وذكر أبا زرعة فقال كان دربندان العلم حدثنا عبد الرحمن قال ذكر سعيد بن عمرو البرذعي قال سمعت محمد بن يحيى النيسابوري يقول لا يزال المسلمون بخير ما ابقى الله عز وجل لهم مثل أبي زرعة وما كان الله عز وجل ليترك الأرض
الا وفيها مثل أبي زرعة يعلم الناس ما جهلوه ثم جعل يعظم على جلسائه خطر ما حكى له من علة حديث بن إسحاق عن الزهرى عن عروة بن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ركعتان بسواك أفضل من سبعين ركعة بغير سواك قال سعيد وكنت حكيت له عن أبي زرعة ان محمد بن إسحاق اصطحب مع معاوية بن يحيى الصدفي من العراق إلى الري فسمع منه هذا الحديث في طريقه وقال لم استفد منذ دهر علما اوقع عندي ولا آثر من هذه الكلمة ولو فهمتم عظيم خطرها لاستحليتموه كما استحليته وجعل يمدح أبا زرعة في كلام كثير حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة وذكر أحمد بن حنبل انه أعطاه دفتره فقلت له كان أحمد بن حنبل يعرفك حيث دفع كتابه إليك فقال اى لعمرى كنت أكثر الاختلاف اليه وكنت اسائله واذاكره ويذاكرنى حدثنا عبد الرحمن قال سمعت على بن الحسين بن الجنيد يقول ما رأيت أحدا أعلم بحديث مالك بن أنس مسندها ومنقطعها من أبي زرعة وكذلك سائر العلوم ولكن خاصة حديث مالك قال أبو زرعة رأيت فيما يرى النائم كأني في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وكأنى امسح يدي على منبر النبي صلى الله عليه وسلم موضع المقعد والذي يليه والذي يليه ثم امسكته فقصصته على رجل من أهل سجستان كان معنا بحران فقال هذا أنت تعني بحديث النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين ومننت اذاذاك لا احفظ كثير شيء من مسائل الأوزاعي ومالك والثوري وغيرهم ثم عنيت به بعد حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول وذكر له أبو عبد الله الطهراني وأبو زرعة فقال كان أبو زرعة افهم من أبي عبد الله الطهراني واعلم منه بكل شيء بالفقه والحديث وغيره.

.باب ما ذكر من حفظ أبي زرعة رحمه الله:

حدثنا عبد الرحمن قال سمعت على بن الحسين بن الجنيد المالكي يقول ما رأيت أحدا أحفظ لحديث مالك بن أنس لمسنده ومنقطعه من أبي زرعة قلت ما في الموطأ والزيادات التي ليست في الموطأ قال نعم حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول سمعت أحمد بن حنبل وذكر عن عبد الله بن واقد عن عكرمة بن عمار عن الهرماس قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلى على راحلته نحو الشام فقال أحمد ما ظننت ان الهرماس روى عن النبي صلى الله عليه وسلم سوى حديث العضباء حتى جاء أبو قتادة بهذا الحديث قلت له انا وههنا
حديث آخر سوى هذين قال ما هو قلت حدثنا عمرو بن مرزوق عن عكرمة بن عمار عن الهرماس قال سلمت على النبي صلى الله عليه وسلم فمديده قال أبو زرعة فسكت ولم ينكره وقال أبو محمد كان أبو زرعة قل يوم الا يخرج معه إلى المسجد كتابين أو ثلاثة كتب لكل قوم كتابهم الذي سألوا فيه فيقرأ على كل قوم ما يتفق له القراءة من كتاب ثم يقرأ للآخر كتابه الذي قد سأل فيه أوراق ثم يقرأ للثالث كمثل ذلك فإذا رجعوا أولئك في يومهم يكون قد اخرج معه كتابهم فيجىء إلى الموضع الذي كان يقرأ عليهم إلى ذلك المكان فيبتدىء فيقرأ من غير أن يسألهم إلى أين بلغتم وما أول مجلسكم فكان ذاك دأبه كل يوم لا يستفهم من أحد منهم أول مجلسه وهذا بالغداة وبالعشى كمثل ولا اعلم أحدا من المحدثين قدر على هذا بالغداة وبالعشى كمثل ولا اعلم أحدا من المحدثين قدر على هذا حدثنا عبد الرحمن نا أبو زرعة قال حضرت يوما عبيد الله بن عائشة فقال أول من كسى البيت جرهم قال أبو زرعة فقلت فجرهم كان قبل أوتبع قال بل تبع قلت حدثنا إبراهيم بن موسى انا بن ثور عن معمر عن تميم بن عبد الرحمن عن سعيد بن جبير قال أول من كسا البيت تبع فنهى الناس عن سبه فسكت ثم انبسط بعد ذلك إلى حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول قعدت إلى أبي الوليد يوما فحملت عنه ثمانية عشر حديثا وحدثنا مذاكرة من غير أن كتبت منه حرفا وتحفظت عنه كله حدثنا عبد الرحمن سمعت أبا زرعة يقول سمعت من بعض المشايخ أحاديث فسألني رجل من أصحاب الحديث فاعطيته كتابي فرد على الكتاب
بعد ستة اشهر فانظر في الكتاب فإذا انه قد غير سبعة مواضع قال أبو زرعة فأخذت الكتاب وصرت إلى عنده فقلت ألاتتقى الله تفعل مثل هذا قال أبو زرعة فأوقفته على موضع موضع وأخبرته وقلت له أما هذا الذي غيرت فإنه هذا الذي جعلت عن بن أبي فديك فإنه عن أبي ضمرة مشهور وليس هذا من حديث بن أبي فديك واما هذا فإنه كذا وكذا فإنه لا يجىء عن فلان وانما هذا كذا فلم أزل أخبره حتى اوقفته على كله ثم قلت له فانى حفظت جميع ما فيه في الوقت الذي انتخبت على الشيخ ولو لم احفظه لكان لا يخفى على مثل هذا فاتق الله عز وجل يا رجل قال أبو محمد فقلت له من ذلك الرجل الذي فعل هذا فأبى ان يسميه حدثنا عبد الرحمن قال وسمعت أبا زرعة يقول دفعت كتاب الصوم إلى رجل بغدادي فرد على ففاذا انه قد غير حرفا من الإسناد عن جهته قال أبو زرعة فتعجبت منه فقلت في نفسي يا سبحان الله من يريد أن يفعل هذا بي اى شيء يظن وقلت في نفسي انه يظن انه عمل شيئا حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول ودفع اليه رجل حديثا فقال اقررأ فلما نظر في الحديث قال من أين لك هذا قال وجدته على ظهر كتاب ليوسف الوراق قال أبو زرعة هذا الحديث من حديثي غير أنى لم أحدث به قيل له وأنت تحفظ ما حدثت به مما لم تحدث به قال بلى ما في بيتي حديث الا وانا افهم موضعه حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول مررت يوما ببيروت فإذا شيخ مخضوب متكئ على عصا فلما نظر إلى قال لرجل ترى هذا ليس في الدنيا احفظ من هذا قال أبا زرعة ما يدريه عرف حفاظ الدنيا حتى يشهد لي بهذه الشهادة غير أن الناس إذا سمعوا شيئا قالوه.

.باب ما ذكر في أبي زرعة انه امام زمانه:

حدثنا عبد الرحمن قال سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول أبو زرعة وأبو حاتم إماما خراسان ودعا لهما وقال بقاؤهما صلاح للمسلمين حدثنا عبد الرحمن قال سئل أبي رحمه الله عن أبي زرعة فقال امام.